الامم المتحدة: القوات السورية قد تواجه محاكمات بسبب مذبحة الحولة
جنيف أول يونيو حزيران (رويترز) - قالت الامم المتحدة يوم الجمعة ان القوات السورية والميلشيات الموالية للحكومة المتهمة بارتكاب مذبحة في بلدة الحولة يمكن أن يواجهون المحاكمة بشأن جرائم ضد الانسانية وقال خبراء في مجال حقوق الانسان ان السلطات السورية أصدرت أوامر مباشرة باستخدام التعذيب.
ودعت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مجلس الامن مرة أخرى إلى احالة سوريا إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية ودعت القوى الدولية إلى المساعدة في تنفيذ خطة السلام التي قدمها المبعوث الدولي كوفي عنان لانهاء العنف.
واشارت بيلاي في كلمة قرئت نيابة عنها في جلسة طارئة لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة إلى مزاعم بأن الجيش السوري اطلق وابلا من نيران الاسلحة الثقيلة على بلدة الحولة قبل نحو اسبوع وان جماعات الشبيحة قتلت عشرات من بين نحو 106 قتلى سقطوا في المذبحة بينهم نساء وأطفال.
وقالت "هذه الأعمال قد تصل الى حد كونها جرائم ضد الانسانية وجرائم دولية وربما تعطي مؤشرا على نمط لهجمات منتشرة على نطاق واسع او ممنهجة ضد المدنيين ارتكبت في ظل حصانة من المحاسبة."
وأضافت بيلاي التي كانت قاضية لجرائم الحرب "أؤكد مجددا أن من يأمرون ويساعدون او لا يمنعون الهجمات على المدنيين يتعرضون بصفتهم الفردية لمسؤولية جنائية عن أفعالهم."
وقال دبلوماسيون ان مجلس حقوق الانسان سيدعو يوم الجمعة الى تحقيق كامل تجريه الأمم المتحدة في المذبحة بعد إلقاء اللوم مبدئيا فيما حدث على القصف الذي شنته القوات السورية وعلى مسلحين موالين للرئيس السوري بشار الاسد.
ويعقد مجلس حقوق الانسان الذي يضم 47 دولة جلسة طارئة يوم الجمعة وهي رابع جلسة خاصة يعقدها خلال عام بشأن سوريا مما يزيد الضغط على الحكومة التي تتزايد عزلتها.
لكن سفير سوريا فيصل خباز حموي اتهم ما بين 600 و800 "ارهابي" يستخدمون اسلحة اسرائيلية الصنع بارتكاب المذبحة في الحولة بهدف اشعال الصراع الطائفي.
وقال ان سوريا بدأت تحقيقا لكشف مرتكبي المذبحة والمحرضين على القتل واضاف ان سوريا ستعلن اعترافاتهم على العالم اجمع.
وقدمت قطر وتركيا والولايات المتحدة مسودة قرار لتتبناه هذه الجلسة.
وقال دبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي لم يقر المسودة بعد حيث يسعى إلى صياغة اشد قوة تتضمن الدعوة لاحالة القضية الى المحكمة الجنائية الدولية.
وتستنكر المسودة "القتل الوحشي للمدنيين رميا بالرصاص من مسافة قريبة وبالانتهاكات الجسدية الشديدة من جانب عناصر مؤيدة للنظام وسلسلة من عمليات القصف شنتها القوات الحكومية بالمدفعية والدبابات على منطقة سكنية."
وقال دبلوماسيون عرب وغربيون إن من المتوقع ان يتبنى مجلس حقوق الانسان الذي ادان سوريا أكثر من مرة بسبب الحملة التي تشنها على المعارضة القرار بأغلبية كبيرة حتى وان صوتت ضده كما حدث من قبل دول مثل روسيا والصين وكوبا.
وقالت السفيرة الامريكية إيلين تشامبرلين دوناهو خلال الاجتماع "نحمل الحكومة السورية المسؤولية كاملة عن قتل المدنيين الابرياء في الحولة... يجب كشف من ارتكبوا هذه المذابح ومحاسبتهم."
وعلى صعيد منفصل قالت لجنة مناهضة التعذيب التابعة للامم المتحدة في نتائج نشرتها يوم الجمعة ان قوات سورية وميلشيات موالية لها عذبت مدنيين من بينهم اطفال وبترت اطرافهم بناء على "امر مباشر" من السلطات السورية.